شرح القصيدة التي سجنت ابن الذيب في قطر
حينما وجّه الشاعر خليل الشبرمي قصيدته الهجائيّه وعنونها بـ "ألرد على إبن الذيب" ، كان يهدف أن يظهر أمام الجميع بالمظلوم الذي أعتدي عليه حتى نفذ صبره ، والحقيقة بأن القصيدة التي رد عليها الشبرمي أعاد الجميع الإستماع إليها مرّة أخرى ، فما وجد فيها إلا مداعبة من الشاعر ابن الذيب للشاعر الفراعنه،ومدائح في الشيخ حمدان، وإستغرب الجميع ماهو السبب ، وبدأت التكهنات، وكان من الأجدى أن نعرف السبب في قصيدة الشبرمي ، ومع ذلك كل الذي وجدناه في قصيدة الشبرمي هي إعتراضات وإنتقادات وبعض المحاولات من إستخفاف الدم على إسلوب ابن الذيب الشعري.... هذا هو الظاهر للجميع ..
اما الباطن فكانت المسألة هي الغيرة التي قتلت ذلك الشيخ من مدح ابن الذيب لحمدان بعد أن كان يمدحه في السابق !
ولأن ابن الذيب يعرف السبب الحقيقي لتهجّم الشبرمي عليه فلم يحاول أن ينساق إلى مجاراته ليجعل منه نداً كفواً له .. هو لا ينظر له ألا كمنفذ لأوامر ذلك الشيخ
فكان مدخل القصيدة مدخلاً قوي وإستنقاص للشبرمي
بإعتقادي بأن الشبرمي كان يتوقع من ان الذيب ان يقوم بجمع قصائده القديمه لنقدها والإستهتار بها ..ولكن كان البداية مختلفة تماماً عن ما توقعه ، وبداية منذره بالويل والثبور ، و بأن هناك أمور كثيرة ستكشف ..
إستنقص من الشبرمي ولم يجاريه ، ولكن كتب على نفس الوزن وغيّر القافية إلى قافية أصعب منها بكثير ..
يا طرطور هذي كلمة اختك لمنك جيت
تدوّر نسب جدّك والاعراق دسّاسه
تسموى بإسم جدّك وفاخر اذا سمويت
وهب من لدن نفسك لنفسك تحرّاسه
بطون الحراير تنجب الصامل الزنتيت
وبطن الخضيريه خضيري وقبّاسه
ولأن الشاعر ابن الذيب يجيد الـ "سب" ، ولكنه يجيده بحرفنه
فهو لم يقم بالتعرض لأهل الشاعر الشبرمي حينما قال (هذي كلمة اختك) تعرضاً يفهم منه الإستنقاص من الشرف والعفّه .. ولو أن طاري الأخت بحد ذاته يغضب كل حر، ولكن ما ذكره بعد طاري الأخت مهين ٌ أكثر (تدوّر نسب جدّك والأعراق دسّاسه)..
وقد إستخدم هذه الطريقة ايضاً في موضع آخر حينما قال :
نحنّي عواتق خيلنا دم لا حنّيت
يد "إمك" بحنّا عرس خازمك عرّاسه
فهنا ذكر الأم لم يكن معيباً بحق الأم نفسها، فما العيب بأن تحنّي الأم يدها في عرس إبنتها؟ ولكن المعيب هو ذلك العرس الذي وصفه ابن الذيب بأنه عرس قد "خزم" الشبرمي ..والمقصد واضح
ثم بدأ يتكلم عن ذلك العرس أكثر وأكثر ...(والقصة معروفة لمن يريد البحث)
وانا مجمّل بخالي وأبي فيه ما عقيّت
لكن حادي العيس يتوكّد من أعياسه
دعس لحيتك غير شرّمك وانت لو ضجّيت
وش مزعلك لا صار ساسك مثل ساسه
نتفها وركك بك على البيضا و ركيّت
وصدم بك على سلمى وكرفسك كرفاسه
وذالحين تفتل شاربك وانت ما استنقيت
تغنّي من المنكوس ما جاز من كاسه
كفوني هل الخير بفضايحك وانت اكفيت
بعار ٍ يحرم الجفن من لذة انعاسه
ثم توجه الشاعر لمناجاة ربّه من الظلم الذي تعرّض له ، وأنّه راضي بالقضاء والقدر
لك الحمد يا ربي على كل ما اوتيت
ولك الشكر وجداده على اثر درّاسه
ولك الفضل في نفعي وصبري اذا انضرّيت
ولا العين دمّاعه .. ولا الكبد حمّاسه
ودخيلك من اكل السحت ومرافق السحيّت
وجهل المره .. والبزر لا زاد غلاّسه
فقير بدون ارضاك لو إنّي استغنيت
بأمرك خضار العود والا تيبّاسه
أيمم لك بوجهي ليممت وإن صليّت
فأنا عبدك الي خاضعات ٍ لك أحواسه
لو أن المسيحي في الكنسية الا عدّيت
صلاتي يعارضني بترتيل قداسه
ثم توجه الشاعر إلى صديقه الشيخ عبد ابن غراب ، وهو شخصيّة معروفة في قطر وله أفضال على الكثير من الشعراء وليس فقط ابن الذيب، ويبدو من الأبيات بأن عبد الله بن غراب قد طلب منه أن لا يرد على الشبرمي ، ولأن عبد الله بن غراب له معزّه خاصه عند الشاعر فقام ابن الذيب بإسلوب لطيف بالإعتذار منه ، والتأكيد على أنه يأخذ دائماً بشوره ، وإن لم يأخذ بشوره هذه المرّه فما زال الود والوفاء قائم ، وكان عذره بأنه ترك التهجم على من يحاولون التطاول عليه في السابق حتى زاد الأمر عن حدّه اليوم ..
يا عبد الله ابن غراب طال الرجى وابديت
ما كنّيت يوم القلب فكّيت متراسه
أبرّك بسمع الشور وان كان ما برّيت
غلاك وغلا سالم شقى الوقت ما حاسه
كُما الشاهقات اشوف مذراك لا ذرّيت
ولكن راس الضلع ما حب ندّاسه
تقاعست عن غزو المعادين لين إغزيت
لكن عنترة ماهو يضرّه تقيعاسه
وبصورة جميلة يصف الشاعر نفسه واقفاً مستقبلاً ريح الشمال البارد برأس عزيز حتى وإن سقط فلا يعتمد في وقوفه إلا على نفسه
يا ريح الشمال البارحة ساع ما هبّيت
نطحت الشمال واخذت منك تنفّاسه
وتمثنيتك براس ٍ عصامي وبك ما اثنيت
عزم شاعر ٍ لو طاح ما قلت لك واسه
هذي جرّتي في غارب الضلع لا ذبّيت
مثل جرّتي يوم ادهل البر وأطعاسه
وانا يا أعيش وهيبتي وين ما لقّيت
بها وجهي تشرّف مقامي ومجلاسه
أو ابيعها بيع الكحيلا وضيف البيت
بعد سد مأرب فاض وإنهد محباسه
ثم يدخل الشاعر في جو القصيده ، ويصف مقدرته الشعرية التي يحاول الكثيرة تقليدها ولم يتمكنوا من ذلك، وبأن هناك فرق كبير بين تجربة الشاعر الحقيقي، وتجربة شاعر التصويت ، ثم ينتقص من الشبرمي الذي لم يخرج شعره للناس إلا "حسن صوته" في الشيلات فقط وليس إبداعه الشعري.
وبعد ما الله اوحى لي من الشعر واستوحيت
اهندسه وانا مرهين في تهنداسه
لكن غن يا مارد هل الشعر لا غنيت
بعد ثوّر البارود واشتد مقباسه
اسري من جزال القوافي اذا سرّيت
ما يغنيك عن طول الكلام وتكدّاسه
على نحتها تسلم اناملك يالنحيّت
سبايك ذهب ماهي بقصدير وانحاسه
على قافية كم بيت سويت لك "كومبيت"
وغنّت بها فرقة سميره وأبو ماسه
على جرّتي تبّاعتي وين ما قفّيت
تقلّد علي والدرب يا طول مرواسه
وانا تجربة شاعر ماني بتجربة تصويت
وعلى فعل ماهو حبر في ظهر كرّاسه
لو ان الشعر صورة مجلّه وكم كاسيت
كبر قدر أبو نواس فعيون نوّاسه
يا راغب علامة زين صوتك ليا شلّيت
وهزّيت وسطك بين طنجة وأبو فاسه
ترا محمد السادس برستيج وآتيكيت
لو اعطاك من كسكسه ما اشبعك كسكاسه
وهنا يوضّح ابن الذيب الحقيقة المرّه التي لم يكتشفها الشبرمي إلا متأخراً جداً ، وهو أنّ ذلك الشيخ الذي أوعز له بالهجاء قد ورّطه ووضعه في موقف لا يحسد ليه حينما جعله عرضه للسانه (لسان ابن الذيب)، وبأنّه مجرد خادم عند سيده كانت مهمّته تنفيذ الأوامر وإدخال السرور إلى قلب شيخه الذي قتلته الغيره، ولكن هذا الشيخ إندس وأنكر حينما جاءت لحظة الحقيقة أي علاقة له مع قصيدة الشبرمي (وهذي شيخة الخايس يبلّشك بخياسه) كما قال ابن الذيب
في الأبيات القادمة يصف ابن الذيب حال الشبرمي بوصف اقول عنه بإختصار بأنّه: (مؤلم)
لكن يا مدوّر للفضايح تراك اوديت
بنفسك ببحر ما سلم منه غطّاسه
لا ردّت على الورعان والشفط والتفليت
هذي شغلتك واسمع ولا فيه دلاّسه
فضيحتك في كل المحاكم يذا الهلفيت
تخليك راسك تحت والنفس حوّاسه
هذي الاوله والثانيه فيك كيت وكيت
أسولف بصوت ٍ جهر والا تهمّاسه ؟
متون الرجال تشل ما لا بعد شلّيت
وبيوت الشرف تكرم من اهل التدنّاسه
معاك الحرارة ترتفع وانت لا احتريت
يلين العظم عندك ويوجعك مسّاسه
علاجك طبيعي رابي ٍ به وبه ربّيت
طقوسه خصوصيّة ولا تجهل أطقاسه
تسلقى الا سلقوك وإنكب لا إنكبّيت
ونفذ الاوامر دام للدقن حلاّسه
تدور على العزّه ولكن ما اعتزّيت
معزّبك مثلك والرمس شف ترمّاسه
يلقّمك مصاصه وترضيك لا مصّيت
ويلحّسك من زبده ولا اشبعك لحّاسه
يهزّك بباكورة والا شافك انهزّيت
تمايس بك وعودك يناسب تميّاسه
موصّينك ابروا منك لكنك ما استبريت
وهذي شيخة الخايس يبلّشك بخياسه
تفلفــس لكن ما جبت علم ٍ ولا ودّيت
وبه فرق بين الفلسفة والـ تفلفــاسه
لو ان منته بكفو لقدّي ليا قدّيت
علي ذبحتك وإدية دمك كحل عنّاسه
وهنا يرد ابن الذيب على الشبرمي حينما قال (ما هابت من النقد عيده وريميّه) وجعل الآية تنقلب على رأس الشبرمي بكل حرفنه ..فإن كان الشبرمي يقول بأن النساء لم يخفن من واجهة النقد، فمن باب أولى ان ما وصل إليه الشبرمي في مراحل شاعر المليون ليس فخراً ولا شجاعة لأنها نفس المراحل التي وصلت إليها عيده وريميّه .
و"عيدة" و"ريميّه" عليهم لو استعليت
وصلن لمواصيلك ولا لك تنوماسه
غطاويهن اشرف من شماغك ليا رزّيت
يا وصخ الفعول الي نظافته في لباسه
وفي هذه الأبيات يوضّح ابن الذيب الفرق بين القطري الأصيل ..والقطري المستنبت ..وأن مكانه كشاعر في قطر لا يستطيع أمثال الشبرمي من المستنبتين أن يسدّوه ، الا كما يسد المالكي مكان الشهيد صدام حسين في العراق... وهذه الأبيات عن قصائد الشبرمي مجتمعه
وانا اهل قطر مني وانا منهم اشتقّيت
فروسيتي واصغر هل الدار فرّاسه
وانا غبت واليا غبت بتموت ما سدّيت
مكاني لكْنْ خذ لك مثل واغلق ابواسه
سقى الله فترة حكم صدّام يا تكريت
قبل ما يجي للمالكي ذكر ورياسه
ويصف الشاعر هنا حال من يتهجّم عليه باحثاً عن الشهره والأضواء أمثال الشبرمي وغيره ولكنها تأتي بنتيجة عكسيّه عليهم ...
وقصار اليدين الي تراعد ليا حنّيت
يجسّون نبضي وتعبوا ما حدن جاسه
من يذمّني من طيب راسي يجيله صيت
وياكثرهم ..وأكثرهم اهل التدنفاسه
أذوّقهم المرّه وأنشقّهم الحلتيت
ومن فضل الولي مافيه خوف وتوجّاسه
ولو ان كل بعوضه عليها نطش فليت
غدت شركة البفباف بأرباح داماسه
وهنا يصف الشاعر حاله مع من يسألونه هل ينوي الرد على الشبرمي أم لا، وهو حائر معهم يعتقدون ان المسألة بينه وبين الشبرمي فقط، ولم يعلموا بأن المسألة اكبر من الشبرمي ، وحتى أكبر من الشيخ الذي وجّه الأمر للشبرمي ،الأمر أكبر بكثير، كان ينوي الكلام في اشياء محرّمه جداً ، قال فيها أبيات من أشجع الأبيات التي قرأتها حديثاً في الشعر الشعبي حول المواضيع السياسيّة ونقد السلطات الحاكمه وتعريتها أمام شعوبها ، وهذه الشجاعة عند ابن الذيب تحسب له ...فهو وأن كان من قبيلة قويّه وأخواله من قبيلة إستطاعت قلب الحكم في تلك الدولة ، رغم هذا فإن ردّه سيكون معتمداً به على الله فقط ثم شجاعته وفروسيّته (والفروسيّة ليست ركوب الخيل بل هي صدق المواقف حينما يجبن البعض)
يقولون وش نوّيت ؟ وأقول وش نوّيت؟
ياكبر القدر لكن يا صغر ملاّسه
إلين إستوت في راسي الصلت ثم وطّيت
على طارفة بشت ٍ على متن عرماسه
كذا ومّقت بإسم الحكومة علي مقّيت
إذا توطّيت به روس ٍ على الروس مرياسه
وإذا قامت الرعيان بإسم الشيوخ تهيت
قلبنا الحكم والا عطيناه ميّاسه
يا متن الحكم لا ياقع البشت لا استرخيت
على صعب ملباسه على هون مخلاسه
اذا جابت الساسه لي القاز والكبريت
علي شبّها وأول ضحيّه هم الساسه
ياشيخ الدراهم والله إنّك علي أهديت
هديّة عمر ..وأنا اتضرّس تضرّاسه
إذا إندسّوا الشيخان منّي فلا إندسّيت
يموت الذليل وما يفيده تدسّاسه
سلامي علي لا ذلّوا القوم ما ذلّيت
أوقف لها والبن ينضْجْه محماسه
إي بالله بأدوس الجمر وإن دست ما سمّيت
يطيح المطر ويطرّش البدو عسّاسه
بني عمّي أقرب من حزامي ليا ونّيت
وخوالي شنار الحرب لا دقّت أجراسه
من عيال راشد عزم أبو زيد لا همّيت
ومن عيال ابن جِرْبان سطوة تجفّاسه
لكن فزعتي بالله ..وبالله والا حِدّيت
تحيزمت بالي يقدح النار مقباسه
وبعد هذه المواضيع الملغومه يتجّه الشاعر إلى ذلك الشيخ الذي كان يخاطبه بـ (قصير العمر)، وبدا يخيرّه بأي طريقة يفضّل أن يتم ركله (شوتته)، ثم قام بمسح كرامته بالأرض وشرشحته وشرشحت أفعاله الصبيانيه..
ياشيخ البلاستيشن من الراس لين "الفيت"
تبيها دبل كيك أو تبيها تقوّاسه؟
إذا الشيخ جلاّسه قليل أصل وإسريبيت
في سلم العرب قدره مثل قدر جلاّسه
شيوخ النوادي والبيبي فوت والشوكليت
رعاة الردى ومعزّبة كل بلاّسـه
ما شالله عليها تكشخ ودمّها شربيت
تبرّا وهي خلف الكواليس كلاّسه
لكن ذرقها ينشاف حتى على السلفيت
درينا بها واحنا من الضيم شرّاسه
بزارين عام ألفين تقنص سباع الهيت
يحسبون مقناص الضواري توّناسه
"قصير العمر" ردّي عليك أنت لا ردّيت
أبا احط راسي عند راسك مهوب راسه
من الله علي أزكى مكارمه لو زلّيت
عسى الكسر ما يجبر ولو طال جبّاسه
ما سبّيت مسلم في حياتي ..والا سبّيت
أسب الكبير الي له الروس منداسه
ولا المدح يرفعني ولا الذم لا ذِمّيت
يكدّر علي وفعول أبو فاس من فاسه
حصان التحدي لا تجيبه مع الخرتيت
لهوب ماخذن سيفه ولا ماخذن كاسه
لو أسرجت من شرد الأصايل ولو عنّيت
أصيله مثل بنت العبيّا وكرداسه
هل الحرب وامراسه على فوق ما هقويت
لا وش عرّف الرعيان بالحرب وامراسه
ثم وصفه بوصف ذكي حينما شبّه ما حدث له من إرسال الشبرمي بما حدث لبرمان من طيره، وبرمان هذا رجل وجد صقر فأراد أن يربيه ويدرّبه ليستفيد منه في المستقبل، فلمّا كبر الطير ذهب برمان ليقنص به ، وأرسل الطير على طريده ولكن هذا الطير إتجه إلى حيّه فرفعها ثم أسقطها على رأس صاحبه برمان، فذهبت القصّة مثلاً (طير برمان) وكأن إبن الذيب يقول لذلك الشيخ بأن الشبرمي الذي ارسلته لي لم يكن طيراً أصيلاً وقد أسأت الأختيار، وبأن الامر صار وبالاً عليك، ولكن الشبرمي لم يأتي له بحيّه هذه المرّه .. ولكن بالفضلات على رأسه .
ياشيخ القرانيس الرخيصه لو انك اقديت
ما خلّيت صقّارك يغامر بقرناسه
تهدّه ويفشل كل مره ليا هدّيت
عليمي قنص والطير ما صفّت أمواسه
وأنا ريشتي ريشة قطامي والا هوّيت
أحول بها من عالي الجو روّاسه
لكن ريشة الطاووس ومن وين ما لدّيت
عيونك لها من كل الألوان طوّاسه
يا "بُرْمان" طيرك ويش ضوّى ووش ضوّيت
ترى العام ضوّى داب ..واليوم (دمّاسه)
ويسهب في شرشحة ذلك الشيخ أكثر ...ويوضّح للمتلقي أكثر الأسباب الحقيقيّة وراء هذه الشكلة برّمتها، ويزيد من مدح الشيخ حمدان ليغتاض "قصير العمر" أكثر وأكثر ..
وياشيخ الردى وش عاد فرقك عن البنّيت
نظر عينك لرجليك وعلومك دساسه
نلبّسك بشت وكل ما سرت به هفّيت
هذي مشكلة من يلبس البشت ما قاسه
يازينك بثوب النوم والـ "جنز" والـ"جاكيت"
والأخصان مخضرّه والأرياح كوّاسه
إلى أن قال :
وشيوخ ٍ عدى "حمدان" ما أعتد لا اعتديت
في البر تطعيسه وفي الطين ميّاسه
لا نافست نافس " كلب حمران" و"ام بشيت"
وبسبس على ناس ٍ تحب التبسباسه
مكينتك يالبيجو لو إتركّب بوانيت
تبا تبرد وتحتر من قوّة إرفاسه
في الأرقام نمبر ون قدّام نمبر إيت
كلاسه فرست وكل واحد له كلاسه
إذا مدّ مد الجزل والا انت لا مدّيت
كراتين كمّثرى ..وكرتون أناناسه
يا "حمدان" خاف الله في الناس وش سويت؟
نجاحك مسبب لأكثر الناس هلواسه
وهنا يتحدّث عن الغدر الذي حصل له مواسياً نفسه بطريقه غير مباشرة وكأنه يخاطب الزير سالم وما حدث له من غدر العبدين له .
لا تزعل على العبدين "يالزير" يوم أضحيت
ترا الغدر عاده حي لو مات جسّاسه
والا كثروا النقّاد وإستانس الشمّيت
قرينا على الشيطان ويموت وسواسه
ويعرّج شاعرنا مرّة أخرى على أحوال بلاده متوجداً على أيّام الشيخ سحيم ال ثاني ، وهي شخصيّة كانت تقدّرها الشعب لقربها منهم، وهو نقد مبطّن لأوضاع البلد الحاليّة بشكل غير مباشر
والا من ذكرت "سحيم" جرّيت لي تنهيت
على شان عصر ٍ يجذب العين نبراسه
قبل ما نعرفه الكره وسياسة التشتيت
وأكّالة الميته ..وشرّابة الكاسـه
عوى الذيب وكلاب الخلا بأطرف السبريت
تهج الغنم وحمارها له ترفّاسه
وهنا -في معرض حديثه عن احوال بلاده السياسيّه- يرد على البيت الذي تعرّض به الشبرمي للإنقلابيين السجناء في قصيدته حينما قال (حمـد خيـل العليـا حمـد وانشـد السـجـان ..مـن اللـي عفـا واطلـق ســراح انقلابـيـه) وكان أكثر ما يؤلم الشاعر ابن الذيب أن يأتي هذا الدخيل على وطنه ليتحدّث بهذه الأمور بكل صلافة ومتلاعباً بالحقائق فقط لمدح سيّده وولي "جنسيته" ..فقال له واصفاً إياه ببو ذيل :
هل الإنقلابيّه "يبو ذيل" لو خصيّت
اهل مكه ابخص منك في الشعب وإغراسه
هبا شاربك لو كان من ديرتك هِبِّيت
في مزبالة التاريخ من دون كنّاسه
بعضهم قضى نحبه من الظلم والتبهيت
وبعضهم الى ذالحين في السجن مطفاسه
وبعضهم من الدوحه ليا جدّه ترانزيت
ما كن الوطن هذا من المهد مغراسه
يبو مشعل المطنوخ ليتك بعد ما أعفيت
يعم العفو ..وأفواه الأنذال خرّاسه
ويتعمّق أكثر في الأمور السياسيّه بمشاعر المواطن الحقيقي الذي يتألم على حال بلده :
تقولون لا تبلى بحكيك لو إنك إبْليت
وراكم ما قلتوا ويش طرّاه من ساسه؟
يا دستورنا شالفايده منك يوم ألفيت
لا ذالحين وأوضاع البلد شبه منحاسه
أنا عندي أفضل من وجودك لو إنك أُلغيت
لأن كلمة الدستور للشعب حمّاسه
ولنّك خذيت من المواطن ولا بقّيت
ولا عاد ميّز بين راسه وكرياسه
تذكّر وجيه الشعب في اول سنه طلّيت
وحن واقفين وكل واحد معه ياسه
طمعنا تداوي كل جرح ٍ ولا داويت
وذالحين لو تلمسه يا جرح تلماسه
طموحاتنا ما تقبل الكسر والتفتيت
وشعاراتنا قدّام لا للتنكّاسه
وهنا تحدّي صارخ ، وتجاوزاً لكل الحدود، حينما وجّه الشاعر سلامه إلى فخذ الغفران من قبيلة آل مرّه، وفخذ الغفران هذا هو الي وقع عليه ظلم كبير من قبل الحكومة القطريّه ومعاملة فاشيّه في الحصار والتجويع ومن ثم الطرد إلى المملكة العربية السعودية ، 7000 إنسان طردوا وجردوا من جنسيتهم القطريّه بينهم موظفي الحكومه وكبار الضباط وكبار الشخصيات ، كلهم تم طردهم بعد محاولة الإنقلاب الشهيرة في قطر إنتقاماً منهم ،وهم الآن في الأحساء بعد أن جرّدوا من كل شيء ...كان الشاعر ابن الذيب شجاعاً في موقفه متحدياً لسياسة بلادة التي طردت أهل البلد الأصليين وقامت بتجنيس الأغراب (يقصد هنا الشبرمي وأمثاله) وساخراً من الولاء الذي ستجده الدولة من هؤلاء المجنسين الذين لم يأتوا إلا من أجل المال ... وهي أجمل أبيات القصيدة في نظري
واذا افتر ذعذاع الهوى غرب وافتريت
سلامي سلام ٍ يدحم القوم باشراسه
على سنّة محمّد وصحبه وآل البيت
ولا فيه تهويدة ولا فيه مجّاسه
على كل "غفراني" بنصّيه لا نصيّت
سلام ٍ سياسي جايز ٍ لي تسيّاسه
يقولون وش معنى الولا قلت لا سجّيت
من اسمك ولا سجّيت من دارك وناسه
يا رخص الولا لا صار راتب وثوب وبيت
وجب صورتين وبصّم إيدك ودبّاسه
وعهود الفقير الي مثل قطعة الموكيت
ما دامه غني أو ضاعها لحظة إفلاسه
مهيب مثل عهدي يوم عاهدت به وأوفيت
لو الوقت ما يرحم والأيام هوّاسه
يا لبّاسة الجوخ الأميري حسب ما ريت
ترو الجوخ ما يصلح على غير لبّاسه
انا الي ولائي ما يزعزع الا واليت
قبل ما الجناسي يفتحون التجنّاسه
أقوله وأبو مشعل على الظن لا ظنّيت
يعرف الطهور ويعرف اهل التنجّاسه
فأنا راشد ابن الذيب عمره معه وافنيت
مقامي معه والبعد يا طول مرماسه
سلامي على "الوجبه" وقصره سويت سويت
سلام الوفى والعز من ساسه لساسه
أقدّره وأقدّر سموّه ..ولو شحّيت
على نفسي إبفيّته والا تشمّاسه
قصر يحسبون إحسابه الصين والسوفيت
وقصر ما وراه الا كلابه وحرّاسه
ومن ثم يعرّج هنا على توجيه السلام للشيخ جاسم ال ثاني ، وهو الشيخ الذي وصفه بأنه (مخلوق من نور) ويوّضح في هذه الأببيات موقف الشيخ من تهجّم الشبرمي عليه حينما إتصل به معتذراً ...
بعد يالسحاب الي تجمّعت لين أسقيت
جذوع النخيل الي من العام يبّاسه
على جاسم أكثر من سلامي عساه وليت
سلام ٍ حريره ينفرش قبل سنداسه
تعذ ّر وعذره سر نفسي وانا إنسرّيت
ولا هي بغريبة كثّر الله من أجناسه
هجوس الضماير في الضماير الا دكّيت
دكيك الحيام الي على العد حيّاسه
لا تخليبي من القاع ود اطير بك لا اخليت
ترا الشعر له واهس ويتعبك وهّاسه
وهنا يرد الشاعر على من ينتقده حينما يسرف قصائد المدح على الشيوخ الذين قدّروه ..وقدّروا شعره ..ولكن لا ينقدون من يسرف في نهب أموال الناس بالباطل ! ومع ذلك فهو يذكّرهم بأن رغم ما يتحصّل عليه من مال فهو كريم وصاحب شهوه ويساعد الفقير وليس بغريب على أمثاله ذلك الكرم
يلومون شاعر يصرف إحساسه النعّيت
على مدح ناس ٍ قدّروا صادق إحساسه
وينسون من يصرف حلال البلد ويبيت
وأهلها من الفقر ومن الدين محتاسه
تظللت من شمس الصحاري وكم ظلّيت
ضعيف ٍ كلته الشمس من دون شمّاسه
أحيي بشوفه ويتبهلل ليا حييت
لو أني معومس ما يشوف التعوماسه
لوجه الله اصخي واجزل المد له لأصخيت
وإذا من أبو طفسه على الناس بأطفاسه
وهنا يرّد الشاعر على من انتقده في مدح المكرمي شيخ شمل المكارمه في نجران وداعي الدعوة عند الأخوة الإسماعيليين من بني يام، والمكرمي هو من إستقبله الملك عبد الله مع وجهاء نجران في قصره ليأخذ منه البيعه، وهو من استقبله أمير نجران مشعل بن عبد الله في قصره ليستنكر عملية الإغتيال الفاشلة التي حدثت للأمير محمد بن نايف وأكد على ولاءه الصادق للوطن، وهو من استقبل الشيخ "صالح بن حميد" في بيته بنجران وتبادلوا الود والمحبه والتعاون لرفعة الوطن، ... لهذا هنا يؤكد الشاعر على مدحه للمكرمي وأنه يمدحه لمواقفه وليس لدينه ومذهبه .. والرجال تقدّر الرجال ..وإذا هو مدحه فهذا ليس بغريب فإن المكرمي يمثّل صلبه وهي قبيلة يام العريقه والمعروفه بمواقفها عبر التاريخ ...