كتاب يضم الرسائل والوثائق الخاصة والحميمة لمارلين مونرو: سأرتدي من أجلك معطف الفرو لأبدو مثل لبوة مدجَّنة
كوليت مرشليان
خزانتان حديديتان: واحدة بنيّة اللون والأخرى رمادية، اشترتهما الممثلة النجمة مارلين مونرو من نيويورك عام 1958 لتحتفظ داخلهما بكل أوراقها الخاصة والوثائق والصور... وأيضاً كتاباتها الحميمة.
والخزانتان كانتا محور اهتمام مارلين التي كانت تعترف بشغفها بتوضيب كل ما يتعلق بأغراضها الشخصية، فكانت تحب بقوة صورها وكتاباتها وكل الوثائق المتعلقة بحياتها الفنية والشخصية ما جعل محتوى الخزانتين يصل الى أكثر من 5000 وثيقة.
وكان الاعتقاد بعد موت مارلين مونرو أن كل ما بقي ليذكّر بها هو الموجود بحوزة الاعلام والصحافة، غير أن مديرة أعمالها ومساعدتها الخاصة التي اهتمت بها ما بين 1954 و1956 وتدعى إيناس ميلسون أفصحت عن السر واعترفت بوجود هذه الوثائق التي كانت تعرف بوجودها مثل عدد قليل من المقرّبين منها. وكان على هذه الوثائق أن تنتظر هذا اليوم بالتحديد والذكرى تصادف ذكرى خمسين عاماً على رحيلها لصدورها في كتاب تكريمي بالمناسبة ويحمل عنوان: "شخصي جداً: "الوثائق الخاصة بمارلين مونرو" إعداد لويس بانر، اخراج وتصوير مارك اندرسون، عن دار "منشورات دولا مارتينيار". وقد قدّم بانر للكتاب واعتبر في كلمته أن مقاربة هذه الوثائق كانت بالنسبة له مثل استكشاف "مغارة علي بابا". ويتوقع أن يجلب هذا الكتاب بمضمونه السعادة لمحبّي مونرو والإكتفاء للفضوليين الذين يترصّدون حياة مونرو منذ رحيلها علّهم يعثرون على تفصيل يضيء أكثر غموض حياتها ورحيلها في آنٍ:
هنا مارلين الحميمة، المستترة والغامضة، وتنكشف أوراقها كلها: رسائلها، وجدانيات عاطفية، أفكار سوداوية فلسفية... وصولاً الى وثائق تاريخية فنية مثل عقود العمل التي أبرمتها مع شركات ضخمة في هوليوود وخاصة العقود مع "فوكس" اضافة الى وصفات طبية، سندات مصرفية موقعة، رسائل من هنا وهناك...
والطريف بما ستدلّ عليه هذه الوثائق وهي حقائق فعلية: فقد كان يصلها كل اسبوع حوالي ألفي رسالة من المعجبين، والطريف في مضمون الرسائل ويبرزها الكتاب منها مثلاً: طلبات زواج بالجملة، طلبات للخروج معها مع إغراءات من قبل المعجبين ومتنوعة الى جانب رسائل للاطمئنان على صحتها خاصة حين فقدت الجنين في أسابيع حملها الأولى بعد زواجها، وفوق علبة البريد كانت تكتب اسماً مستعاراً وهو "مارج ستانجل"...
كنوز
وتضم الوثائق كنوزاً صغيرة سيكشف عنها للمرة الأولى وقد تعرض في مزاد علني بعد حين لتحصد المبالغ الهائلة: علبة المجوهرات الخاصة والجلدية التي كانت تضع فيها أجمل ما تحب من مجوهراتها، كذلك زجاجة العطر "شانيل رقم 5" التي كانت في غرفتها ليلة موتها... وايضاً دفتر العناوين وأرقام الهاتف الخاص بها كتبت عليه وبخط يدها كل الأسماء والأرقام... كذلك مجموعة الطوابع البريدية الضخمة التي كانت بدأت تجمعها منذ طفولتها وكانت مصرّة على نقلها معها من ولاية الى أخرى حسب تنقلاتها.
وقد كتب لويس بانر حول تلك التفاصيل: "... ويخرج من تلك العلب سحر مغاير على طريقة موديانو... وتشتم رائحة عطر رائعة تصدر منها، انها رائحة الأسرار والغموض والحزن الطالع من كتاباتها: "ولدت بالصدفة وكانت ولادتي غلطة. لم تكن أمي ترغب بإنجابي..". وكل هذا لا يشرح لماذا كانت هذه العلاقة الملتبسة بين مارلين وأمها غلاديس. ومن الأخبار الغريبة التي تسردها في احدى الرسائل كتبت: "طوال المرحلة التي أمضتها غلاديس في المصح العقلي، كانت ترسل الرسائل وتضع فيها شفرات حادة!!".
ذوقها
كما تضم الوثائق ما يدل على ذوق مارلين الفني: ماذا كانت تقرأ؟ ماذا كانت تسمع؟ كانت تحب بشدة أغنيات فرانك سيناترا... كما تطرح هذه الوثائق أسئلة من نوع: لماذا احتفظت بمحرمة المطعم ذاك؟ مع من كانت تتناول الطعام فيه؟ لمن كتبت هذه الجملة من دون أن تذكر اسم الرجل المعني: لك سأرتدي هذا المعطف الفرو لأبدو في عينيك مثل لبوة مدجّنة"..
والمعروف أن المجوهرات كانت رفيقة مارلين الدائمة، وعشقها للمجوهرات كان كبيراً فكانت تشتري الكثير منها وتتلقى الهدايا كما كانت هي تهدي الكثير منها: ومن بين ما خبّأته من شدة حرصها عليها من المجوهرات: عقد مؤلف من 69 حبة لؤلؤ أصلية، وقلادة ذهبية بشكل نجمة وحقيبة يد صغيرة مرصعّة وربما القلادة هي تلك التي أهداها اياها الممثل جون هيوستن خلال تصوير فيلم "ميسفيتس".
بذلة عسكرية
كذلك ومن جولتها التي قامت بها عام 1954 الى كوريا احتفظت بتلك البذلة العسكرية التي حصلت عليها هناك... ويوجد في تلك الخزانتين عدد كبير من الأسرار المتنوعة وكل واحدة تعيد الى الأذهان حقبة معينة من حياتها: صور فوتوغرافية رائعة نفذتها سيسيل بيتون في غرفة من "فندق امباسادور"، كذلك بعض الرسائل الطريفة أو الصور المغايرة التي كانت ترسل بعضاً منها الى أولاد زوجها آرثر ميللر للتسلية... وعدد كبير من الرسائل تدون فيها مشاعرها: هنا بعد لقاء عشاء مع روبرت كينيدي وتخبر بروح فيها الكثير من المزاح والفكاهة كيف أنه لم يكن يجيد الرقص... لكن كل هذه التفاصيل الناعمة ليست شيئاً أمام هول واقع "الشيكات" والسندات المصرفية والتليغرامات المتواصلة التي كانت تصلها من المصارف لتحذرها من خطورة وضعها المالي... كذلك كانت الوحدة قاتلة في منزلها في منطقة برانت وود... كتبت مارلين الكثير عن الشهرة التي وصلت اليها والتي رفضتها الى حد ما، ففي رسالة لها لم توجهها الى أحد كتبت: أريد أن أصبح فنانة مشهورة وليس دمية جنسية... لا أريد أن تباع أفلامي أو صوري وكأنها تهدف الى اثارة الشهوة عند الآخر...".
وفي كل الأدراج في الخزانتين كانت مارلين قد وضبت قصاصات عديدة من الصحف والمجلات لمقالات عنها وفيها تفاصيل كثيرة من اجابات عفوية لها حول أسئلة طرحت عليها: "عام 1960، ساندت فيدل كاسترو... وعند موتها، أهداها زوجها السابق ديماجيو قلباً من الورود الاصطناعية الحمراء وضعت أيضاً بين أغراضها، إنما تلك لم تكن هي التي وضعتها انما سكرتيرتها التي كانت تعرف حبها الكبير للورود الحمراء".
ويختم بانر بالقول ان "صندوق الفرجة" هذا يشبه الى حد ما خفايا قلب مارلين التي أشعلت قلوب الجميع في الستينيات وغابت من دون أن تكشُف لا أسرار حياتها ولا أسرار موتها... وعلّ هذا الصندوق يطلق أسر بعض الخفايا الموضبة منذ نصف قرن".
خزانتان حديديتان: واحدة بنيّة اللون والأخرى رمادية، اشترتهما الممثلة النجمة مارلين مونرو من نيويورك عام 1958 لتحتفظ داخلهما بكل أوراقها الخاصة والوثائق والصور... وأيضاً كتاباتها الحميمة.
والخزانتان كانتا محور اهتمام مارلين التي كانت تعترف بشغفها بتوضيب كل ما يتعلق بأغراضها الشخصية، فكانت تحب بقوة صورها وكتاباتها وكل الوثائق المتعلقة بحياتها الفنية والشخصية ما جعل محتوى الخزانتين يصل الى أكثر من 5000 وثيقة.
وكان الاعتقاد بعد موت مارلين مونرو أن كل ما بقي ليذكّر بها هو الموجود بحوزة الاعلام والصحافة، غير أن مديرة أعمالها ومساعدتها الخاصة التي اهتمت بها ما بين 1954 و1956 وتدعى إيناس ميلسون أفصحت عن السر واعترفت بوجود هذه الوثائق التي كانت تعرف بوجودها مثل عدد قليل من المقرّبين منها. وكان على هذه الوثائق أن تنتظر هذا اليوم بالتحديد والذكرى تصادف ذكرى خمسين عاماً على رحيلها لصدورها في كتاب تكريمي بالمناسبة ويحمل عنوان: "شخصي جداً: "الوثائق الخاصة بمارلين مونرو" إعداد لويس بانر، اخراج وتصوير مارك اندرسون، عن دار "منشورات دولا مارتينيار". وقد قدّم بانر للكتاب واعتبر في كلمته أن مقاربة هذه الوثائق كانت بالنسبة له مثل استكشاف "مغارة علي بابا". ويتوقع أن يجلب هذا الكتاب بمضمونه السعادة لمحبّي مونرو والإكتفاء للفضوليين الذين يترصّدون حياة مونرو منذ رحيلها علّهم يعثرون على تفصيل يضيء أكثر غموض حياتها ورحيلها في آنٍ:
هنا مارلين الحميمة، المستترة والغامضة، وتنكشف أوراقها كلها: رسائلها، وجدانيات عاطفية، أفكار سوداوية فلسفية... وصولاً الى وثائق تاريخية فنية مثل عقود العمل التي أبرمتها مع شركات ضخمة في هوليوود وخاصة العقود مع "فوكس" اضافة الى وصفات طبية، سندات مصرفية موقعة، رسائل من هنا وهناك...
والطريف بما ستدلّ عليه هذه الوثائق وهي حقائق فعلية: فقد كان يصلها كل اسبوع حوالي ألفي رسالة من المعجبين، والطريف في مضمون الرسائل ويبرزها الكتاب منها مثلاً: طلبات زواج بالجملة، طلبات للخروج معها مع إغراءات من قبل المعجبين ومتنوعة الى جانب رسائل للاطمئنان على صحتها خاصة حين فقدت الجنين في أسابيع حملها الأولى بعد زواجها، وفوق علبة البريد كانت تكتب اسماً مستعاراً وهو "مارج ستانجل"...
كنوز
وتضم الوثائق كنوزاً صغيرة سيكشف عنها للمرة الأولى وقد تعرض في مزاد علني بعد حين لتحصد المبالغ الهائلة: علبة المجوهرات الخاصة والجلدية التي كانت تضع فيها أجمل ما تحب من مجوهراتها، كذلك زجاجة العطر "شانيل رقم 5" التي كانت في غرفتها ليلة موتها... وايضاً دفتر العناوين وأرقام الهاتف الخاص بها كتبت عليه وبخط يدها كل الأسماء والأرقام... كذلك مجموعة الطوابع البريدية الضخمة التي كانت بدأت تجمعها منذ طفولتها وكانت مصرّة على نقلها معها من ولاية الى أخرى حسب تنقلاتها.
وقد كتب لويس بانر حول تلك التفاصيل: "... ويخرج من تلك العلب سحر مغاير على طريقة موديانو... وتشتم رائحة عطر رائعة تصدر منها، انها رائحة الأسرار والغموض والحزن الطالع من كتاباتها: "ولدت بالصدفة وكانت ولادتي غلطة. لم تكن أمي ترغب بإنجابي..". وكل هذا لا يشرح لماذا كانت هذه العلاقة الملتبسة بين مارلين وأمها غلاديس. ومن الأخبار الغريبة التي تسردها في احدى الرسائل كتبت: "طوال المرحلة التي أمضتها غلاديس في المصح العقلي، كانت ترسل الرسائل وتضع فيها شفرات حادة!!".
ذوقها
كما تضم الوثائق ما يدل على ذوق مارلين الفني: ماذا كانت تقرأ؟ ماذا كانت تسمع؟ كانت تحب بشدة أغنيات فرانك سيناترا... كما تطرح هذه الوثائق أسئلة من نوع: لماذا احتفظت بمحرمة المطعم ذاك؟ مع من كانت تتناول الطعام فيه؟ لمن كتبت هذه الجملة من دون أن تذكر اسم الرجل المعني: لك سأرتدي هذا المعطف الفرو لأبدو في عينيك مثل لبوة مدجّنة"..
والمعروف أن المجوهرات كانت رفيقة مارلين الدائمة، وعشقها للمجوهرات كان كبيراً فكانت تشتري الكثير منها وتتلقى الهدايا كما كانت هي تهدي الكثير منها: ومن بين ما خبّأته من شدة حرصها عليها من المجوهرات: عقد مؤلف من 69 حبة لؤلؤ أصلية، وقلادة ذهبية بشكل نجمة وحقيبة يد صغيرة مرصعّة وربما القلادة هي تلك التي أهداها اياها الممثل جون هيوستن خلال تصوير فيلم "ميسفيتس".
بذلة عسكرية
كذلك ومن جولتها التي قامت بها عام 1954 الى كوريا احتفظت بتلك البذلة العسكرية التي حصلت عليها هناك... ويوجد في تلك الخزانتين عدد كبير من الأسرار المتنوعة وكل واحدة تعيد الى الأذهان حقبة معينة من حياتها: صور فوتوغرافية رائعة نفذتها سيسيل بيتون في غرفة من "فندق امباسادور"، كذلك بعض الرسائل الطريفة أو الصور المغايرة التي كانت ترسل بعضاً منها الى أولاد زوجها آرثر ميللر للتسلية... وعدد كبير من الرسائل تدون فيها مشاعرها: هنا بعد لقاء عشاء مع روبرت كينيدي وتخبر بروح فيها الكثير من المزاح والفكاهة كيف أنه لم يكن يجيد الرقص... لكن كل هذه التفاصيل الناعمة ليست شيئاً أمام هول واقع "الشيكات" والسندات المصرفية والتليغرامات المتواصلة التي كانت تصلها من المصارف لتحذرها من خطورة وضعها المالي... كذلك كانت الوحدة قاتلة في منزلها في منطقة برانت وود... كتبت مارلين الكثير عن الشهرة التي وصلت اليها والتي رفضتها الى حد ما، ففي رسالة لها لم توجهها الى أحد كتبت: أريد أن أصبح فنانة مشهورة وليس دمية جنسية... لا أريد أن تباع أفلامي أو صوري وكأنها تهدف الى اثارة الشهوة عند الآخر...".
وفي كل الأدراج في الخزانتين كانت مارلين قد وضبت قصاصات عديدة من الصحف والمجلات لمقالات عنها وفيها تفاصيل كثيرة من اجابات عفوية لها حول أسئلة طرحت عليها: "عام 1960، ساندت فيدل كاسترو... وعند موتها، أهداها زوجها السابق ديماجيو قلباً من الورود الاصطناعية الحمراء وضعت أيضاً بين أغراضها، إنما تلك لم تكن هي التي وضعتها انما سكرتيرتها التي كانت تعرف حبها الكبير للورود الحمراء".
ويختم بانر بالقول ان "صندوق الفرجة" هذا يشبه الى حد ما خفايا قلب مارلين التي أشعلت قلوب الجميع في الستينيات وغابت من دون أن تكشُف لا أسرار حياتها ولا أسرار موتها... وعلّ هذا الصندوق يطلق أسر بعض الخفايا الموضبة منذ نصف قرن".
Comments
Post a Comment