نبحث دائماً عن أسماء منمقة ومبتكرة للفقر عوضاً عن أن نبحث عن الفقراء أنفسهم#في مقال له في صحيفة "عكاظ" .. الحربي:
صحيفة "عكاظ" في عددها 3758 الصادر اليوم السبت 3/11/1432هـ مقالاً للكاتب خلف الحربي بعنوان "تعددت الأسماء والفقر واحد!" حيث تناول فيه موضوع تغيير أسماء الصندوق الخيري الاجتماعي والفائدة من هذا التغيير، وهل حُلت مسألة الفقر في المملكة.. وغير ذلك من النقاط المهمة في هذا المقال الذي ندعوكم إلى قراءته. في البداية يقول الكاتب: قبل خمسة أيام نشرت جريدة الحياة تصريحاً لمدير الصندوق الخيري الاجتماعي عادل فرحات قال فيه: (الصندوق تعددت أسماؤه في الفترة الماضية، وهذا أسهم في غياب كامل عن مفهوم الصندوق فالناس تعرف أنه صندوق الفقر وتبدأ البحث في هذا الإطار بينما تغير اسمه إلى الوطني ثم الاجتماعي فأصبح شيئاً جديداً غير معلوم بالنسبة لهم). ومثل هذا التصريح يحيلني إلى تصريح سابق لمعالي وزير التخطيط أكد فيه القضاء على الفقر المدقع بحيث لم يبق لدينا إلا الفقر المطلق!، حيث نبحث دائماً عن أسماء منمقة ومبتكرة للفقر عوضاً عن أن نبحث عن الفقراء أنفسهم، رغم إيماننا جميعاً بأن الأسماء بحد ذاتها لا تغير في الأمر شيئاً فكم من رجل اسمه (أمين) وهو يسرق الكحل من العين وكم من امرأة اسمها (جميلة) وهي تكاد تقطع إرسال الجوال لفرط قبحها!.. وإن كان لا بد لنا أن نبحث عن اسم وكنية للفقر دون أن نذكره بشكل مباشر فليكن: (أبو حديدة الأشهب)! على أية حال لقد حاولت التناغم مع الفكرة التي طرحها مدير الصندوق الخيري الاجتماعي ووضعت الاسم جانباً كي لا يسبب لي التشويش ويؤدي إلى (غياب كامل في معرفة دوره) كما وصف المدير صورته في أذهان الناس، وحاولت معرفة هذا الدور من خلال شرح المدير ذاته ولكنني رغم ذلك لم أفهم شيئاً، فالسيد عادل فرحات يقول: إن الصندوق لا يملك صلاحية إحصاء الفقراء، كما أنه لا يملك آلية خاصة به للبحث عنهم بل يعتمد على أسماء المستفيدين من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية والعائدين من الإدمان وأسر السجناء. ثم حاول شرح البرامج التي يقوم بها الصندوق فوجدت أنها أدوار تقوم بها العديد من الوزارات والمؤسسات مثل: محاولة البحث عن وظائف للعاطلين (بالتعاون مع وزارة العمل!)، أو تدريب وتأهيل بعض الفقراء على بعض الحرف والمهن وهو الدور الذي يفترض أن تقوم به مؤسسة التدريب المهني وبقية الجمعيات الخيرية التي تملك برامج مماثلة، وحين حاول ذكر الإنجازات الفعلية تحدث عن احتفال قريب في المنطقة الشرقية بتخريج 1500 شاب للعمل في الأسواق وهو أمر لا يختلف كثيراً عن احتفالات وزارة العمل بتخريج دفعات من الطباخين والبائعين، كما تحدث عن 19 ألف طالب وطالبة حصلوا على منح تعليمية بتكلفة 750 مليون ريال وهو إنجاز لم أفهمه لأن التعليم مجاني ومتاح للجميع فقراء كانوا أم أغنياء وأتمنى من مدير الصندوق أن يشرح لنا طبيعة هذه المنح خصوصاً وأن موازنة الصندوق لا تتخطى 400 مليون ريال فهل تمت هذه المنح بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي الذي أشار إليه في التصريح؟، وما هي الحاجة الفعلية لهذه المنح ما دامت متوفرة بالمجان؟ وختم الكاتب بالقول: أخيراً أود التأكيد بأن الغياب الكامل لمعرفة دور الصندوق ليس له أية علاقة بتغيير اسمه بل لأن هذا الدور غير واضح أصلاً حتى بالنسبة لمدير الصندوق! |
Comments
Post a Comment