Skip to main content

قصة صاحب الابتسامه

ما اصعب الحقيقه حين لا تعلم انها حقيقه فعلا واقعيه موجوده انت تراها وغيرك لا يراها.. حقا صعبه تلك الحقيقه.
"شهد" جميله جدا رقيقه مثقفه هادئه.. خجوله جدا جدا,, لم تكن ايامها دائما مختلفه بل متشابها لا تختلف عن ما سبقها من ايام.
لديها اخوه واخوات كثر في ظل والديها اعز ما لديها في هذه الدنيا العريضه.
بدأت شهد ذات الاربع وعشرين ربيعا تراه في كل يوم مره في بادئ الوقت حتى تحول هذا الشي الى اربع مرات في اليوم ومن ثم اصبح يلازمها كظلها لا يفارقها ابدا ابدا.. حتى غرفتها وعند تبديل ملابسها اصبحت تعتاده يوميا بل كل لحظه تراه بوجه الجميل وبابتسامته الرقيقه وطوله الممشوق وملابسه التقليديه.. بل انها اصبحت لا تتقبل فراقه عنها.. وجهه اصبح مالوف لديها.. بل انها قد جعلته ونيسها تشكي له وتتكلم معه وتنام في آمان في ظل يقينها بوجود من هو حارس لها يحرسها حتى تصحو على رؤيت وجهه المبتسم.. بل انها ربما احست بعطره المميز ورائحته العطره تملئ المكان عند حضوره..
وكل ذالك واهلها لايرونه ابدا ابدا.. فقد شكت وناحت ومرضت لشعورها بوجوده وحدها فقط دون اهلها.. فلم يستطيعوا اهلها ان يصدقوا روايتها فهي اقرب للخيال منها للحقيقه.
في بادئ الامر كانوا وما زالوا يعتقدون بانها مريضه او ممسوسه.. وحتى هي نفسها اصبحت تشك في قواها العقليه.. ولكن مع الايام اصبحت تصدق نفسها فهي انسانه رزينه ومكتمله بالعقل والايمان كما يشهد لها الناس اجمع.
توالت الايام ولم تعد تشتكي من وجوده في حياتها هذا الشي العجيب.. فلم تجد منه ما يجعلها تخافه او تنفر منه.. فقد كان وما زال هذا الرجل هادئ مبتسم ..لا يتكلم اوحتى يجيب على تساؤلها.. وقد اعتادت منه ذالك وتأقلمت على ذلك الوضع العجيب.
بل انها اصبحت تقيمه بنظرة المعجب المحب.. كان لطيف ملامحه رقيقه وجذابه ولا تخلو ملامحه من خشونة الرجل العربي بل الخليجي بالذات.. كان دائما مكتوف الايدي مبتسم ورأسه مائل قليلا يمينا مع وجود ابتسامه رائعه بكل ما تحمل هذه الكلمه من معنى.. وكأنه زير نساء لديه خلفيه ودرايه بنزاوات ورغبات النساء..
كانت متأكده بان كل فتاه أو امرأه لو شاهدنه لأحبنه كما احبته هي الأن.. ولكن كيف ذلك وحتى صديقتها المقربه اليها لا تشاهده معها في الغرفه.. فكأنه حلم وسراب بل هو كذلك فكيف تحبه وكيف احبته.
مرت ثلاث سنوات وهي وهذا الرجل او هذا الشبح الجميل في بيت واحد وغرفه واحده يجمعهم الحب والاحترام ولا شي غير ذلك.
حتى تزوجت بعد هذه الثلاث سنوات فلم تعد ترى له اثر .. اصبح مجر خيال مر في يوم من الايام لا ثلاث سنوات.. بل انها اعتادت على غيابه في فترة خطوبتها وعقد قرانها وحتى كان اخر يوم تشاهده فيها في يوم زفافها بالتحديد.. فكان اخر لقاء بينهم وكان بابتسامته المعهوده ايضا.. لم تفارق محياه بل ظل مبتسما حتى خرجت من غرفتي الى بيت زوجي.. عندها لم اعد اراه ابدا ابدا..
وها انا اكمل الثلاثين في هذا اليوم بالتحديد وكلي امل ان اشاهد هذا الوجه الجميل..
ذكريات جميله تذكرتها الآن وانا اقف هنا في شرفتي في بلد الغربه البعيده والتي تكثر بها الثلوج البارده مع زوجي في رحله دراسته الطويله.
زوجي ليس بقريب لي .. وذات يوم كنت وحدي في زياره لوطني وكنت في ضيافة اهلي حيث كانت ايام جميله مرة وكأنها الحلم..
ذهبت مع والدتي الى بيت عمي في زيارة لهم قبل سفري لزوجي في بلاد الغربه.. واذ اراهم يشاهدون الصور القديمه والتي لها ذكريات جميله جدا.. في بادئ الامر لم اجعل للامر اهميه حتى وقعت عيني على صورة شاب مراهق له ذات الملامح عينها التي كنت اراها بذلك الشخص انذاك..
اخذتها من بينهم وكنت اتمعن بها جيدا.. نعم هو انا متاكده بل كل الاكيد بانه هو ذاك الشبح .. لا ليس شبح بل ذاك الرجل الذي كنت اراه دائما.. الوجه المبتسم.. وهاهو ايضا مبتسم في هذه الصوره.. يا للعجب..
جميعهم شاهدو اثر التعجب والتسائل على وجهي.. ولم يمضي الوقت طويلا حتى شاهدتني امي وشاهدت نظراتي التساؤليه.. حتى اخبرتني بأن هذا الرجل هو ابن عمي المتوفي عندما كان عمري انذاك خمسة عشر وكان هو يكمل دراسته خارج البلاد .. حتى توفي هناك وفاة طبيعيه.؟؟
ولكن كيف ..وانا لم اعرفه قبل ولم اشاهده..؟؟؟؟
وقد اخبرتني امي باني صغيره عندما ذهب للدراسه بالخارج فهو يكبرني بعشر سنوات.
وتوقفت امي عند ذلك.. وعرفت الحقيقه.. انه هو ابن عمي..
كم كنت جميلا .. هل كان يكن لي الحب.. هل احبني؟؟ هل وهل وهل وهل....؟؟؟؟ خالد احبك.. حتى وان كان الموت قد اخذك عني فقد كنت تلازمني في يوم من الايام كظلي.. بل في تلك السنوات.

Comments

Popular posts from this blog

ظروفنا ماتستحي وايامنا ماهيب ريف ,,

القصيدة لـ محمد بن الذيب ..... ويقول فيها ظروفنا ماتستحي وايامنا ماهيب ريف = والأرض من كثر القحط ماعاد شفت اعلافها وحقي على البيت القوي ماهو على البيت الضعيف = وإلى بغيت أدمدم الجمه على غرافها خليت شمس العشق مركونه على حد الرصيف = الخطه المحبوكه تحقق جميع اهدافها يا اهل الثنائيات مضمون الثنائه سخيف= أنا لحالي أحكم الدفه مع مجدافها والمعرفي (شرطي) وخاواني ورقيته (عريف) = لكن تجهله العلوم ارباعها وانصافها يبغى يسوي مع جنابي بهرجه وانا مخيف = وهو الى شاف الدروب المستحيله خافها والمختلف مجلة الجمهور والشعر النظيف = ماهي غريبة لالقيتو صورتي في غلافها بس الغريبة يوم مريت الحساء ياهل القطيف = تذكرت عيني مدامعها على مشرافها واليوم مابه عذر يوم ارقاك يالضلع المنيف = الا اني اتعب ارجولي من كثر وقافها واكثر مشاريه الشجر عليك يافصل الخريف = هتكت ستر غصونها واسرفت في كلافها انا جويع وجوعي مواصل ماهو قطعة رغيف = وعيني من الفرقا حداها الهم عن محرافها والعفو عند المقدره صوره من الحب العفيف = هذا كلام اللي قطار العمر كله طافها اخذت فـ أبها شهر كامل يسمونه مصيف = والشمس تحجبها السحابه والرعود خلافها وعي...

رابـــــح صقـــر == انا كـــــــــــــذا

أنا كذا من خلقني الهي أن جيت ببكي كذبتني المناديل *** الصبح أبصرخ وأمسي أجرح شفاهي أبعد علي البوح من نجمه سهيل نصفي يموت وباقي النصف لاهي راسي تجاذبها يدين المهابيل *** أكبرت فيك الحزم ناهي وراهي وأصغرت فيك الركض لمصافح الليل حبيبتي ما دونك ألا النواهي تكبيره الإحرام قيد الرجاجيل *** كلن على طبعه يفسر أشباهي ما غيرك الي لمسني نزعه النيل لقيت بك كذبن على الصدق زاهي ولقيت بك صدقن كما ريحه الهيل *** أنا أحبك من خلقني الهي ما تصدقي لو صدقتني المناديل

احبك ولا ظني ضلوعي تحمل . - محمد عبده

احبك .. احبك احبك ولا ظني ضلوعي تحمل .. أحبك عسى ربي يقوي ضلوعي احبك .. احبك احبك واظن الصبر يا زين كمل .. أحبك ولا موني بحبك أربوعي حبيبي .. حبيبي حبيبي دخيلك في محبك تجمل .. حبيبي ترفق جف منبع دموعي عشيري .. عشيري عشيري عيوني بازرق الدمع همل .. عشيري دموعي بيدي طفن شموعي ظنيني .. ظنيني ظنيني هذا قلبي رجا فيك وأمل .. ظنيني كفاني في هواكم خضوعي مقام: بياتي