Skip to main content

مسلسل عمر المثير للجدل يكشف شرخاً في جدار الوعي المعاصر


قراءة: سيف السحباني
على الرغم من كل النجاحات التي حققها مسلسل عمر خلال الأيام الماضية من شهر رمضان بعد أن أوفت أم بي سي بوعدها وبثته للجماهير، وعلى الرغم من التراجع الذي صار أكثر وضوحا في صفوف المعترضين على تجسيد شخصيته دراميا، وبعد أن فقدوا كل حيلة تمكنهم من إيقاف العرض، أو إقناع الناس بالمقاطعة، وعلى الرغم من كل ذلك، لا تزال هناك فئة من الناس تتجاهل عمدا رغبة الآخرين التي لا ترتهن لوصاية البعض في الشبكة العنكبوتية، والصحف، وحتى في الأماكن العامة وغيرها من الأماكن في أكثر من بلد عربي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن هناك بونا شاسعا لا يزال قائما بين الإدراك المتدني لعظمة الأمة ومدى أهمية إعادة دراسة تاريخها برؤية عصرية مناسبة، بعيدا عن الأهواء الذاتية والصراع المذهبي والسياسي، وبين العقلية التنويرية التي كانت ولا تزال تنحت في الصخر لترميم تاريخنا وتقديمه للآخر بطريقة تعزز ما خطه كتاب السيرة الأقدمون وتختلف عما كتبه بعض المتخندقين في مواقع سياسية أجبرتهم على تدوين ما يرضي هذا الطرف أوذاك، مما ولد شرخا واضحا في جدار الوعي العربي والإسلامي، خصوصا عند بعض المتأخرين ممن يؤمنون بالنص دون فحص أو تمحيص أو على الأقل إعطاء فسحة للعقل ليأخذ دوره، ودون معرفة بالظروف الزمانية والمكانية التي ولدت فيها تلك النصوص.
ولكي ندلل على ماتطرقنا إليه آنفا سنعرج على مواقع التواصل الاجتماعي لنقرأ معا أغرب ردود الأفعال التي أثبتت بما لايدع مجالا للشك بأن الشرخ الذي تحدثنا عنه واسعا جدا ومن الصعوبة بمكان ردمه في غياب العقل المتنور والفكر المتجدد.
يقول أحد الدعاة الذين حرموا مسلسل عمر: «لا يجوز شرعا ولا نظاما أن يجسد إنسان إنسانا دون أن يأخذ موافقة منه ومن ورثته، فالقائمون على الإنتاج لم يأخذوا موافقة عمر ولا ورثته، على إنتاج المسلسل، ولا أحد يستطيع الآن أن ينتج مسلسلا عن حياة شخص دون الحصول على إذن منه، فهذا مخالف للنظام».
ولم يكن هذا الداعية إلا نموذجا للكثيرين غيره من الذين جاؤوا بآراء بعيدة عن العقل والمنطق بل يظهر بوضوح مدى الشروط التعجيزية التي وضعوها كأخذ الإذن من الخليفة عمر أو من ورثته، مما يدل دلالة واضحة على الرفض المطلق للعمل الدرامي برمته مرتكزين في أقوالهم إلى قناعات شخصية بحتة، وإذا كان هذا حال بعض الدعاة فإن الشبكة العنكبوتية مليئة بآراء أكثر تشددا وتحريما يدونها أناس من العامة أعطوا لعقولهم إجازة ورضوا بتلقي علمهم عن طريق التلقين دون تفكير بما يتم تلقينه لهم.
ونحن هنا لا ننكر أن الكثير من العلماء قالوا بتحريم تجسيد شخصيات الصحابة، ولكن هناك أيضا كثير منهم أحلوا ذلك وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور سلمان العودة، والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ ابن جبرين في بعض فتاواه، والشيخ الدكتور قيس المبارك، والدكتور حاتم شريف، وهم من المشايخ المعتبرين ومن ذوي المكانة العلمية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، حيث يقولون في هذا الإطار: «يجب اتباع الأصل وهو الإباحة، وإن كان هناك كثير من المسلسلات لا نرضى عنها، ولكن أصل الحكم هو الإباحة، وعلى من سيحرم ذلك أن يأتي بدليل واضح وصحيح».
في المقابل إذا كان المسلسل أظهر ذلك الشرخ العميق في جدار وعي البعض منا فإنه أظهر في نفس الوقت ما يبشر بالخير حيال قضايا الأمة الكبرى متمثلا بالجانب الآخر من العقليات العربية التي ظهرت مدافعة عن حرية تفكيرها مبدية رفضها للوصاية الفكرية تحت أي مسمى.
تقول إحدى المغردات التونسيات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن مسلسل عمر: «واليوم شاهدت علي بن أبي طالب في مسلسل عمر وعجبت كيف لم يحتج أحد مثلما احتجوا على من مثل دور عمر، البعض لا منطق لهم»
أما المغردة سارة مسلم: «من أول ما بدأ مسلسل عمر وأنا كل يوم عيني تدمع، وكأني أول مرة أتعرف على القصة وكأني أسمع الآيات لأول مرة».
في حين قال الشيخ نايف المنصوري: «ثبت لي أن الصورة لو امتزجت بالتاريخ تؤثر أكثر من الكتب».
من ناحيته، قال نايف الجويعني: «معلوم أن من حرم مسلسل عمر لا يملك دليلا إلا قاعدة المفسدة والمنفعة، ا?ن بعد كل هذا التأثير الإيجابي في صدور الناس أين هي المفسدة؟!».
من جانبه، قال المغرد عمر العريفي: «لحظة إسلام عمر كما قرأناها وسمعناها لحظة عزة، واليوم استشعرنا تلك اللحظة أكثر عندما شاهدناها وتقشعر لها الأبدان».

المصدر http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20120731/Con20120731521510.htm

Comments

Popular posts from this blog

ظروفنا ماتستحي وايامنا ماهيب ريف ,,

القصيدة لـ محمد بن الذيب ..... ويقول فيها ظروفنا ماتستحي وايامنا ماهيب ريف = والأرض من كثر القحط ماعاد شفت اعلافها وحقي على البيت القوي ماهو على البيت الضعيف = وإلى بغيت أدمدم الجمه على غرافها خليت شمس العشق مركونه على حد الرصيف = الخطه المحبوكه تحقق جميع اهدافها يا اهل الثنائيات مضمون الثنائه سخيف= أنا لحالي أحكم الدفه مع مجدافها والمعرفي (شرطي) وخاواني ورقيته (عريف) = لكن تجهله العلوم ارباعها وانصافها يبغى يسوي مع جنابي بهرجه وانا مخيف = وهو الى شاف الدروب المستحيله خافها والمختلف مجلة الجمهور والشعر النظيف = ماهي غريبة لالقيتو صورتي في غلافها بس الغريبة يوم مريت الحساء ياهل القطيف = تذكرت عيني مدامعها على مشرافها واليوم مابه عذر يوم ارقاك يالضلع المنيف = الا اني اتعب ارجولي من كثر وقافها واكثر مشاريه الشجر عليك يافصل الخريف = هتكت ستر غصونها واسرفت في كلافها انا جويع وجوعي مواصل ماهو قطعة رغيف = وعيني من الفرقا حداها الهم عن محرافها والعفو عند المقدره صوره من الحب العفيف = هذا كلام اللي قطار العمر كله طافها اخذت فـ أبها شهر كامل يسمونه مصيف = والشمس تحجبها السحابه والرعود خلافها وعي

رابـــــح صقـــر == انا كـــــــــــــذا

أنا كذا من خلقني الهي أن جيت ببكي كذبتني المناديل *** الصبح أبصرخ وأمسي أجرح شفاهي أبعد علي البوح من نجمه سهيل نصفي يموت وباقي النصف لاهي راسي تجاذبها يدين المهابيل *** أكبرت فيك الحزم ناهي وراهي وأصغرت فيك الركض لمصافح الليل حبيبتي ما دونك ألا النواهي تكبيره الإحرام قيد الرجاجيل *** كلن على طبعه يفسر أشباهي ما غيرك الي لمسني نزعه النيل لقيت بك كذبن على الصدق زاهي ولقيت بك صدقن كما ريحه الهيل *** أنا أحبك من خلقني الهي ما تصدقي لو صدقتني المناديل

احبك ولا ظني ضلوعي تحمل . - محمد عبده

احبك .. احبك احبك ولا ظني ضلوعي تحمل .. أحبك عسى ربي يقوي ضلوعي احبك .. احبك احبك واظن الصبر يا زين كمل .. أحبك ولا موني بحبك أربوعي حبيبي .. حبيبي حبيبي دخيلك في محبك تجمل .. حبيبي ترفق جف منبع دموعي عشيري .. عشيري عشيري عيوني بازرق الدمع همل .. عشيري دموعي بيدي طفن شموعي ظنيني .. ظنيني ظنيني هذا قلبي رجا فيك وأمل .. ظنيني كفاني في هواكم خضوعي مقام: بياتي