رواية (( سقف الكفاية ))
لا يكون الحب قراراً أبداً , إنه الشيء الذي يختارُ اثنين بكل دِقة
, ويشعل بينهما فتيل المواجهة , ويتركهما في فوضى المشاعر دون دليل ..
الكتابة , نقص المناعة المكتسبة للروح
كما هو الأيدز نقص المناعة المكتسبة للجسم .
دائما ياتي قدر الحب غريباً على نسق حياتنا ,
جديداً على أوراقنا و أحلامنا , دائما يفرض نفسه كجملةٍ لحنيةِ مبهرة في نوتة العمر .
دائما هو الحب الأول خرافي مجنون , حتى لو تأخر إلى أخر العمر يجيء مراهقا .
لا يوجد مولود يولد بأغلاله إلا الحب , وهنا فقط !!
يا ليتني اعقد معها إتفاقاً أسكب بموجبه العبرات ,و أحتفظ بالأسرار ,
أخذ منها دفئها , و أمنحها بدلاً منه دموعي فقط ….. و لكنها أمي و لن تتغير !!!
عندما يلتقي الغرباء , قلما يتحدثون عن غير الوطن ,
إنهم يتبادلون الجراح خفية ً , و يستعيدونها عند التفرق حتى يلتقوا مرة أخرى .
المدهش أن جراحات الغربة حجمها ثابت ,
ربما كان أفضل ما تفعله الغربة بنا انها توقف تمدد الجرح ,
أما الشفاء , فمعضلة مستحيلة
و المدهش أيضا ان جراح الغربة هي الجراح الوحيدة في الحياة
التي يمكن أن يرثها الأبناء من أبائهم دون ان تندرج تحت قوانين الوراثة ,
لن ينسوا أبداً أنهم منفيون , مهاجرون , هم الذين لم يروا سماء بلادهم أصلاً
, ولا وطئوا ترابها !!!
…. وأن ما يفصله لنا المجتمع من مبادئ قد لا يناسب أجسادنا ,
فلماذا لا نفصل مبادئنا بأنفسنا مادام الهدف الأخير هو ستر العورة !!!
و كم تنقصنا من الشجاعة حتى نكف عن محق ابتساماتنا لتبقى ابتساماتهم
و قتل اختياراتنا لتحيا اختياراتهم و نتوقف عن تقديم القرابين لإرضائهم
و إطعام حرياتنا لنار سلطتهم المقدسة , سيموتون أخيراً و نبقى بعدهم في
الحياة وحدنا مكبلين حتى الموت بقيودهم الخاطئة
أتعلمين ماذا تشبه الغربة يا مها ؟
تشبه المبنى الآيل للسقوط , نعيش تحت سقوفه القديمة و لاندري متى يسقط فوق رؤوسنا …
انا لن انام قبل أن يكتمل انتقامي من الحياة سوف اجمعها في عيني و أبكي ,
أريد لها أن تموت غرقاً في دمعة
أتساءل , كم ستكون الحياة عادلة لو أنها تحرمنا من كل ما لم نعرف ,
و كم هي قاسية عندما تعرفّنا على الشيء ثم تسرقه هو وفرحتنا به !!!