يعد حزام الأمان أفضل وسيلة لحماية
سائق المركبة من الاصطدام بمقود المركبة
أو الزجاج الأمامي في حالة الضغط على
الفرامل نتيجة التعرض لأمر طارئ.
ويستغرق ربط حزام الأمان أقل من 5 ثوان.
ولكن البعض من سائقي المركبات يقومون
بوضع أحزمة الأمان تحت المقعد
وربطه بشكل غير صحيح في حال
ة مشاهدة دورية شرطة المرور
، كما يقوم البعض بالتخلص من أصوات
التقنية الموجودة بالمركبة والتي تنبه السائق
بضرورة ربط حزام الأمان.
كان ظهور الحادث
المروري معاصراً لاختراع السيارة, ففي
عام 1769م قام الفرنسي (نيقولا كونيه)
باختراع أول سيارة في التاريخ بعد محاولات
سابقة لصناعة السيارات كان يشدها الإنسان
أو تستغل قوة الرياح في تحريكها, وكانت سيارة
(كونيه) عبارة عن ثلاث عجلات وذات حجم
ضخم, وتم تجربتها في مسافة امتدت من مدينة
باريس إلى مدينة مجاورة أخرى, على أن تقطع
السيارة هذه المسافة بسرعة متوسطة قدرها 3كم/
ساعة ولكنها اصطدمت أثناء سيرها بجدار, فلم تكتمل
التجربة ولكنها حققت أول حادث مروري في
التاريخ, ثم توالت التجارب الناجحة التي كان
رائدها السيد (بنز) الألماني الجنسية.
مشكلة حوادث المرور .
الآن تعتبر مشكلة حوادث المرور من أهم
المشكلات التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة
, وبالرغم من أن هذه المشكلة بدأت مع اختراع
السيارة في نهاية القرن التاسع عشر, إلا أنها
برزت بعد نهاية الحرب العالمية
الثانية, وعل
ى وجه التحديد خلال عقد الستينيات
الميلادية
وذلك في الدول الصناعية, وكانت
في بداياتها مهنة تخصصية, أخذت
بدرجة عالية من الجدية,
وكانت قوانينها حازمة, والنظرة إلى
ممارسة
القيادة نظرة تبجيل واحترام,
وبازدياد عدد
المركبات بين فئات المجتمع
بشكل كبير
, فقدت صفتها التخصيصة,
وأصبحت ظاهرة
معتادة دون أي تقاليد عريقة تحكمها
, بل سحب
عليها بعض أنظمة المجتمع وعاداته
وقيمة, مما
جعلها تزداد خطورة وتقل فعاليتها
وفائدتها المرجوة
, وعلى خلاف ذلك فقد كثرت مشاكلها
ومآسيها,
إلى أن أصبحت إحدى أشرس
وسائل القتل,
وأصبحت المشكلات الناتجة عن
حوادث المرو
ر في مختلف أنحاء العالم, من
المشكلات الأمنية
المعاصرة التي تستدعي قلق
مختلف الأجهزة الأمنية والدوائر الصحية
والاقتصادية في كل البلدان,
وتعاني الدول العربية من هذه المشكلة
الكبيرة
كغيرها من دول العالم, بل تشير دراسات كثيرة
في هذا الميدان إلى أن بعض الدول العربية
تواجه معاناة أشد ضرراً وأسوء
نتاجاً مما
تجابهه الدول الصناعية المتقدمة على المستوى
البشري والاقتصادي معاً.
خسائر حوادث المرور .
لقد بات واضحاً أن الخسائر التي تسببه
ا حوادث السيارات والمركبات تنافس
وقد تفوق غيرها من الخسائر الناجمة
عن مختلف أنواع الجرائم والأمراض,
فأصبح عدد الضحايا من وفيات وجرحى
ومعاقين الناجمة عن الحوادث المرورية
في العالم – ومنه المنطقة العربية –
تتجاوز عدد الذين يقتلون أو يتأثرون
سنوياً بمختلف أشكال الصراعات والمنازعات
الأمنية على المستوى الدولي, ولقد كشفت
الإحصاءات العالمية أن هناك ما يقدر بأكثر
من 300 ألف شخص يموتون سنوياً في
العالم, ويصاب من 10 – 15 مليون شخص
نتيجة لحوادث المرور, وخاصة في أجيال
الشباب والناشئة دون أن تعفي كبار السن
والأطفال من آثارها, فانتشرت
الإعاقات الجسدية
, وإصابات الرأس, والعمود الفقري,
وأطراف الحركة الجسدية, وقد أثبتت
دراسات متخصصة أن معدلات الوفيات
لكل 10 آلاف مركبة مسجلة في الدول
النامية تعادل 20 ضعفاً لتلك المسجلة
في الدول المتقدمة, وأما معدل الوفيات
بالسيارات يرتفع من 20 – 30 ضعفاً
في الدول النامية عنها في الدول المتقدمة
, كما أن معدلات الحوادث المرورية سجلت
انخفاضا خلال العقود الماضية في الدول
المتقدمة, بينما لا تزال هذه المعدلات
تتصاعد في الدول النامية, مما دعا إلى
إطلاق تسمية هذه المشكلة بأنها مرض
العصر, ولا بد من العمل الجاد لاستئصاله
أو على أقل تقدير التخفيف من
أعراضه وأثاره.
وتقدر حجم الخسائر المالية السنوية الناتجة
عن الحوادث المرورية في العالم بأكثر
من 100 بليون دولار, بينما تقدر في دول
مجلس التعاون الخليجي بأكثر من بليو
ن دولار, بالإضافة إلى أن هناك بعداً
إنسانياً واجتماعيا, فالحوادث المرورية
تسبب آلاماً ومآسي إنسانية ومعاناة
جسيمة ونفسية للمتضررين بالحوادث
المرورية وذويهم, خصوصاً إذا ما كان
المتوفي أو المصاب هو المعيل الوحيد
للأسرة, فضلاً عن أن علاج إصابات
حوادث المرور وانشغال أسرة المستشفيات
وأقسام العلاج الطبيعي بمصابي هذه
الحوادث ذات مردود سلبي على المجتمع كله,
وتشغل جزءاً من زمان ومكان الخدمات
الصحية وذلك على
حساب علاج المصابين بأمراض طبيعية.
بلا شك أنها أرقام تحير العقول وتدمي
القلوب وتدعو في نفس الوقت كل صاحب
فكر إلى أن يسهم في حل ولو جزءاً بسيطاً
من هذه المشكلة الوطنية التي تهدر طاقاتنا
البشرية واقتصادنا الوطني.
الحد من الحوادث المرورية .
مهما بذل من جهد للعناية بالطرق وسلامة
المركبات ووضع الأنظمة, وبث الوعي
المروري من خلال
إلقاء المحاضرات وإصدار الكتيبات
والملصقات والمطويات الإرشادية, و
الاستعانة بالوسائل الإعلامية المختلفة
المقروءة والمرئية والمسموعة, فإن
قائدي وركاب المركبات ومستخدمي
الطريق يشكلون عنصراً مهماً في تحقيق
السلامة المرجوة من خلال التعامل الصحيح
مع المركبة, والاستخدام الأمثل للطريق,
واحترام حق مستخدمي الطريق وفق أنظمة
وقوانين المرور, ويعتبر الالتزام بتطبيق
النظم والقوانين المرورية في أي مجتمع
انعكاسا
لما يتمتع به هذه المجتمع من تحضر ورقي,
ومما يؤسف له أن هناك العديد من التصرفات
والسلوكيات التي ترتكب في حق المرور
والمجتمع تدل عن عدم المبالاة بأرواح
وأحاسيس
الآخرين, وتوجد علاقة وطيدة بين السلوك
الذي يرتكبه الإنسان وبين ما يتمتع به من
شخصية, فالتصرف السليم لا يمكن أن يكون
صاحبه إلا شخصاً ذا جسم سليم وعقل سليم.
فالقوانين والتنظيمات ما وضعت عبثاً أو من
أجل التضييق على البشر, بل هي من أجل
التنظيم للغاية التي وضعت لها, وقانون
المرور هو أحد تلك القوانين التي وضعت
من أجل تنظيم شؤون المرور تحقيقاً
للسلامة العامة,
وهو بلا شك لحمايتك وليس لمضايقتك, بيد
أن سلامة الفرد من سلامة المجتمع, وأن
نعي جميعاً أن حدود الحرية الشخصية تنتهي
عندما تمس حرية الآخرين.
فتوى سماحة المفتي العام للسلطنة حيال
السباقات والسرعة العالية .
ومن أنواع الانتحار التي تفشت الآن هذا
السباق الجنوني في قيادة السيارات, فما
هذا السباق إلا نحرٌ وانتحار, فالمتسابق
ينحر نفسه وينحر غيره, فهو ينتحر بنفسه
وينحر غيره بصنيعه هذا إذ يهلك بذلك نفسه
, ويهلك الركاب الذين معه, ويهلك المارة في
الطريق, ويهلك الركاب الآخرين إذ يعرضهم
للتلف والهلاك بسبب ذلك, هذا من الانتحار
المحرم قطعاً, فإنه من إلقاء النفس إلى التهلكة
, والله تبارك وتعالى يقول " ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة " ويقول تعالى " ولا تقتلوا أنفسكم
إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدواناً
وظلماُ فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله
يسيرا " هذا الوعيد الذي في هذه الآية,
والوعيد الذي جاء في أحاديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينتظر هذا المتسابق
الذي لا يبالي بإهلاك نفسه ولا يبالي بإهلاك
غيره في سبيل إشباع هذه الشهوة الجامحة ف
ي نفسه, شهوة الغرور بحيث يريد أن يتقدم
على من هو بين يديه ممن يقود السيارات.
الوقاية والعلاج من مرض العصر
الحوادث المرورية .
الالتزام الديني .. الإسلام أنار الدنيا والبشرية
بقيمه وأخلاقياته السمحة, وسما بكرامة
الإنسان, فقد حرم قتل النفس دون حق,
وحرم الاعتداء وإيذاء النفس والغير,
وحرم ملغيات العقل ومذهبات المال,
ونادى بمكارم الأخلاق وبنموذجية التربية,
وحسن التعاملات, ونظم كافة شؤون الحياة,
فبالتزام مبادئ الشريعة الإسلامية, يسهل
بالتالي الإلتزام بالنظم والقوانين الوضعية
الأخرى بكل سهولة وتلقائية.
ودمتم سالمين
المصدر - إقرأ المزيد: ¤¤اصابات الحوادث المروريه وكيفية التعامل معها¤¤ مشارك¤¤ - منتديات روح عمان http://www.roo7oman.com/vb/showthread.php?t=240457#ixzz27ONYgq6U