المملكة تحتفي بالغبار

لماذا يكره أبناؤنا مدارسنا ؟
لماذا أصبح الغبار بشير خير لانذير شؤم ؟
أسئلة شاركت بها قائمتي المفضلة في جوالي , وعلى صفحتي بالفيس بوك , فجاءتني رسائل فاجأتني , فقد تأمل معي بعضهم , وأبدى كثير منهم فرحته , فقد سلم بهذا القرار من الاستيقاظ صباحا لإيصال أبنائه إلى مدارسهم , بل تجاوز بعضهم إلى المطالبة بتعليق العمل في دائرته , والدوائر الأخرى .

من أجمل تلك الرسائل الجوابية قول أحدهم : إنها مدارسنا لامدارسهم , فقد تأملت هذه العبارة كثيرا , وأيقنت أنّ الطالب لايربطه بالمدرسة إلا معلم طمس البلى معالمه , وكتاب مدرسي من التراث بطبعة جديدة , وأساليب تعليمية تلقينية أصبحت في كثير من الدول ــ التي تتحرّى التقدم ــ تأريخا .

ياترى من المسؤول عن هذا ؟
هل ستبتعد المدرسة أكثر عن أبنائنا ؟
كيف تكون مدارسنا جاذبة لأبنائنا ؟

عندما غزا الروس الفضاء أيقن الأمريكيون أنّ التعليم هو سبب تأخرهم , فأعلنوها صرخة , ونسفوه رأسا على عقب , وماهو إلا قليل حتى لحقوا بهم وتفوقوا .
عندماقرر الماليزيون أن يبنوا وطنا صناعيا يحقق كرامة مواطنيهم , ويغنيهم عن استجداء الأمم فتّشوا عن التعليم , وغربلوه من ألفه إلى يائه , حتى لحقوا بركب الدول العظمى .
وعندما نصحو من سباتنا ونريد أن نقرر سنجد :
أفواها فغرت , وسيوفا سلّت , وحروبا محلية شنّت , وترى حوارا حول النوايا , واتهامات حول المقاصد .

ياسيّدي الوزير
ياقائد المسير
ألا ترى القافلة
في صحراء قاحلة
تموج بها الرمال
وعوائق الجبال
ونحن في سبات عميق ..

أبنائي التلاميذ : إنها مدارسهم لامدارسكم فحقّ لكم أن تكرهوها .

كتبه : خالد بن عبدالرحمن العيسى