أثار تصريح لأحد كبار المسؤولين الحكوميين موجة من الغضب، بعد أن
كان قد نصح مستخدمي شبكة الإنترنت بعدم ارسال أو نشر بياناتهم الحقيقية أو ارسالها
الى المواقع الإلكترونية وذلك من أجل حماية انفسهم.
وقال آندي سميث، وهو مدير أمن الإنترنت في مكتب مجلس الوزراء، إنه ينبغي على
الأفراد أن يدلوا بمعلوماتهم الدقيقة فقط للمواقع الموثوق بها، كامواقع الهيئات
الحكومية.وأضاف سميث أن الأسماء والعناوين الحقيقية التي يتم نشرها أو ادراجها ضمن الحسابات الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يستخدمها المجرمون ضد أصحاب تلك الحسابات.
إلا أن هيلين غودمان، النائبة البرلمانية عن حزب العمال ووزيرة الثقافة بحكومة الظل، وصفت تلك التصريحات بأنها "مستفزة بالمرة" وقالت لبي بي سي "إن ذلك النوع من التصرفات هو الذي يساهم في انتشار الجريمة في النهاية.
وتابعت قائلة: "ذلك هو ما لا نريده بالفعل، فنحن نسعى لمزيد من الأمن في شبكة الإنترنت، فاستخدام الأسماء والبيانات الوهمية هو ما يسهل وقوع الأفعال الإجرامية على الشبكات، ويساعد أيضا في وقوع جرائم انتهاك حقوق الأطفال." وأضافت: "لقد صدمت فعلا لصدور مثل تلك التصريحات عن مسؤول عام."
"أمر حساس"
وقالت غودمان، وهي عضوة بالبرلمان البريطاني عن بلدة بيشوب أوكلاند شمال شرقي بريطانيا، إن بعض أفراد دائرتها اتصلوا بها ممن وقعوا ضحية لتحرشات عبر شبكة الإنترنت وبالتحديد من أشخاص يستخدمون حسابات وهمية في مواقع الاتصال الاجتماعي.أما سميث، وهو المسؤول عن الأمن الإلكتروني في هيئة وصفها بأنها "أكبر شبكة خدمات عامة" في أوروبا والتي من المتوقع أن يدخل مواقعها ملايين المستخدمين البريطانيين، فقال إن وضع استخدمات المعلومات الشخصية الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي أمر حساس للغاية.
وكان سميث قد علق أمام مؤتمر للبرلمان والإنترنت عقد في بورتكوليس هاوس بمدينة ويستمينستر، قائلا: " عندما تضع معلومات تتعلق بك على شبكة الإنترنت، لا تضع اسمك الحقيقي ولا تاريخ مولدك. وعند تزويد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا بمعلوماتك لا تضع معلومات حقيقية، فتلك قد تستخدم أيضا كوسيلة ضدك."
غير أنه أكد على أنه ينبغي لمستخدمي شبكة الإنترنت أن يدلوا بمعلومات دقيقة في الاستمارات الحكومية التي يجري ملؤها على الانترنت، كعائدات الضرائب على سبيل المثال.
وقال: "عندما يكون تعاملك مع هيئة حكومية، أو منظمة احترافية، فإن معارفك سيكون لهم دور في حماية معلوماتك، ومن ثم فإنك ستحتاج لوضع معلومات صحيحة عنك."
إلا أنه أضاف أن هناك من يعملون على جمع واستغلال تلك المعلومات الصحيحة من موقع غوغل، ومواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، إضافة إلى العديد من المواقع المختلفة.
"كن حذرا"
وقال لورد إيرول، رئيس جمعية ائتلاف السياسة الرقمية الخيرية، إنه دائما ما يكتب تاريخ ميلاده على أنه الأول من إبريل/نيسان عام 1900.وفي معرض سؤال وجهته إليه بي بي سي لاستيضاح تصريحاته، قال سميث إن هناك "إجراءات توازنية" تتخذ للموازنة بين الإدلاء بالمعلومات لمواقع معروفة أو مواقع ليست في حاجة كبيرة إلى معلومات شخصية حقيقية، مضيفا أنه "عندما تكون غير متأكد من شيء ما، فكن في غاية الحذر مما تضعه من معلومات إذا ما كنت تخشى أن يجري استخدامها ضدك."
"إرشاد المستهلكين"
من جانبه، قال إيد فيزي وزير التعليم تعليقا منه على تصريحات سميث: "أرى أنه ينبغي لنا أن نعمل مع موقع فيسبوك على تأمين مستخدميه حتى يشعروا بالأمان وهم يستخدمون مثل تلك المواقع، ويحسوا أنه ما من خطر يتهدد هوياتهم."وأضاف قائلا: "من المهم للحكومة أيضًا أن تعمل على توعية مستخدمي تلك المواقع بمخاطر السرقة التي تتهدد هوياتهم، ونوعية المعلومات التي ينبغي لهم أن يفصحوا عنها أو يحجبوها."